ويؤدي الوالدان دورًا حيويًا في نمو أطفالهم. إذ يمثل النمو الطبيعي للأطفال أحد الاهتمامات الرئيسية للوالدين. ولكلمة طبيعي في نمو الطفل معنيان، أحدهما يختص بالخلو من الاضطرابات البدنية والعقلية التي تُعد غير طبيعية أو غير عادية في معظم المجتمعات. من هذه الاضطرابات الصَّرَع والفِصام العقلي والشلل التشنجيّ. إلا أن القليل نسبيًا من الأطفال يولَدُون ـ أو حتى يكتسبون ـ هذه الاضطرابات. ولهذا فإن الغالبية العظمى من الأطفال طبيعيون تبعًا لهذا التعريف.
أما المعنى الثاني لكلمة طبيعي فيختص بمدى امتلاك الطفل لمهارات أو سمات معينة يقيِّمها مجتمع هذا الطفل. فالأطفال هنا يصبحون طبيعيين إذا عُدّوا مقبولين مقارنة بغالبية الأطفال بالنسبة لاكتسابهم مهارات أو سمات معينة يفضلها المجتمع. ويشتمل النمو الطبيعي للأطفال في جميع المجتمعات على تعلم الاتصال مع الآخرين وكونهم على وفاق مع الناس وتعلم السلوك الواعي المسؤول. وتُعد هذه السمات والمهارات ضرورية لحياة الجماعة، ولذلك فعلى الوالدين أن يساعدا أطفالهما على اكتساب هذه السمات وتلك المهارات.